قراءة في تصريحات الغيثي وردود الفعل على فتح طريق رئيس في تعز
يمنات – خاص
آثار تصريح القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد الغيثي، وردود الفعل على فتح طريق رئيس في مدينة تعز تساؤلات عن مستقبل عملية السلام في اليمن
ومؤخرا قال محمد الغيثي لقناة الحدث السعودية إن هيئة التشاور التي يرأسها ليس من مهامها البحث في حلول عن القضية الجنوبية.
استعادة الدولة
وبين الغيثي أن هيئة التشاور مهمتها استعادة الدولة اليمنية سلما أو حربا. موضحا أنه وبعد استعادة الدولة سيتم الشروع في عملية تفاوضية حوارية انتقالية طويلة جدا ستستمر لسنوات حتى الوصول إلى حل للقضية الجنوبية.
مفاوضات
تصريح الغيثي فيه تلميح إلى أنه تجري مفاوضات حول الوصول إلى حل سياسي في اليمن، وان الحل السياسي سيبدأ بالاتفاق على قيادة وحكومة موحدة لليمن بشكل عام، ومدة انتقالية، يتم خلالها الحوار، بين الأطراف المنضوية في الحكومة الموحدة، على عدد من الملفات، والتي منها القضية الجنوبية.
تصريحات علي ناصر
حديث الغيثي يجعلنا نعود إلى حوار أجرته مؤخرا صحيفة “الميثاق” مع الرئيس الأسبق، علي ناصر محمد، والذي كشف فيه أنه أجرى اتصالات خلال الأشهر الماضية مع كافة الشخصيات الوطنية المؤمنة بوقف الحرب واستعادة الدولة والحفاظ على الوحدة اليمنية والعلاقة الأخوية مع الجيران. مبينا أنه تشاور معهم بشأن وضع مشروع وطني يشارك فيه الجميع دون إقصاء. كاشفا أنه تم التوصل إلى مشروع يتضمن التأكيد على وقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة ومدة انتقالية لا تقل عن سبع سنوات يجري فيها استعادة مؤسسات الدولة والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتشكيل لجنة للانتهاء من إعداد التعديلات الدستورية، بما يستجيب لمصالح الشعب وتطلعاته في الحاضر والمستقبل.
مستقبل القضية الجنوبية
وهنا يتضح أن مستقبل القضية الجنوبية سيترك لمرحلة ما بعد الاتفاق بين مختلف الأطراف اليمنية، وان النقاش في القضية الجنوبية لن يتم إلا في المرحلة الانتقالية بعد تحقيق السلام في اليمن بشكل عام.
سكوت الانتقالي
ورغم ما لاقته تصريحات الغيثي من ردة فعل من قبل جمهور الانتقالي، إلا أن قيادة المجلس لم توضح حول تصريحاته، ما يعني أن المجلس قبل بالحل الذي سيرحل القضية الجنوبية إلى ما بعد اتفاق التسوية الشامل.
فتح طريق تعز
ومن ردود الفعل على إعادة فتح طريق جولة القصر، التي تربط شرق مدينة تعز ببقية أجزاء المدينة، اتضح وجود طرف/ أطراف تسعى لإفشال إعادة فتح الطريق. فمنذ إعادة فتح الطريق الخميس 13 يونيو/ حزيران 2024 تعالت أصوات داخل مدينة تعز تحذر من إعادة الفتح، كونا العملية تمت دون إجراء الترتيبات اللازمة، وأخذ المحاذير التي ينبغي أن تؤخذ، وفي إحدى الندوات قدمت عددا من الأوراق، والتي حذرت من إعادة فتح الطريق، وتطرقت إلى محاذير اقتصادية وأمنية وعسكرية، وغيرها.
مصلحة استمرار الإغلاق
وطرح مثل هذه المحاذير يعد مؤشرا على وجود طرف/ أطراف ترى أن مصلحتها في استمرار إغلاق الطرق، خاصة في محافظة تعز، كون إعادة الفتح تعني خلط الأوراق على طرف/ أطراف تعمل على أجندات ربما تهدف لتقسيم المحافظة، أو رسم حدود لكانتونات أطراف السيطرة، وبالتالي لا بد من عزل الناس عن بعضهم، بما يؤدي إلى تهيئتهم لتقبل ما يراد تنفيذه من تقسيم للمحافظة.
إرباك
وقد تكون تلك المخاوف نابعة من حالة قلق سببها أن المبادرة التي قدمت سلطة صنعاء، وشرعت في تنفيذها على أرض الواقع، أصابت الطرف الآخر بالإرباك، فانقسم إلى قسمين، أحدهما اضطر، للتعامل معها، باعتبار أن رفضها سيجعلهم في مواجهة الناس، وهذا الطرف هو الجانب الرسمي، فيما القسم الثاني ذهب للتحذير منها، وهؤلاء هم ناشطون وسياسيون، يقفون في صف معارضة سلطة الأمر الواقع التي يملكها التجمع اليمني للإصلاح.
صراع
من الطبيعي وجود معارضين ومحذرين من إعادة فتح الطريق، كون تسع سنوات من الحرب، خلقت حالة من عدم الثقة بين مختلف الأطراف، ليس تلك المتصارعة، وإنما تلك التي كانت حليفة في بداية الحرب.
حجر عثرة
وفي المجمل فإن توسع الأصوات المحذرة من فتح الطريق، يوما بعد آخر، يعد مؤشرا بوجود طرف/ أطراف تعارض عملية إعادة فتح الطريق، ولكنها لا تجرؤ على معارضة إعادة الفتح، وإنما تكيل المحاذير والمخاوف، وهو ما يعد مؤشرا سلبيا، يشير إلى أن هناك أطرافا غير جاهزة لعملية السلام، ما سيشكل حجر عثرة في طريق السلام.
واد مشروع
يعتقد البعض أن فتح الطرقات في مأرب وتعز، كان نتاج لاتفاق بين طرفين (أنصار الله “الحوشيين”، تجمع الإصلاح)، ويرون أن فاعلية الطرفين على الأرض، ستوءد مشروعا لشرذمة اليمن تعمل عليه أطراف إقليمية ودولية، لكنهم يعتقدون أفق السلام مازال بعيدا، لعدم وجود إجماع محلي للذهاب نحو السلام، وقبله تضارب أجندات الأطراف الخارجية الفاعلة في الملف اليمني.
رأي متفائل
ويعتقد متفائلون أن عجلة السلام قد دارت، وبالتالي فإن بداية فتح الطرقات من تعز، تعد بداية خير، كون الحرب بدأت منها، وستكون نهايتها منها، لأن فتح طرقات تعز يعني إنهاء انقسام المحافظة أولا، ما يعني إزالة عائق نفسي من نفوس الناس، رغم ما يحصل من اعتقالات داخل المدينة لبعض العائدين والزائرين، لكن رغم ما ستسببه من حاجز نفسي أمام الناس، إلا أنها ستزيل حاجزا نفسيا لدى السواد الأعظم من سكان المحافظة.
فتح طرق أخرى
وفي حال نجحت جهود فتح طريقا أو طريقين من شمال وغرب المدينة للنقل الثقيل، فإن ذلك سيساهم في تطبيع الأوضاع إلى حد ما، والأهم إنهاء حالة العزل بين سكان المحافظة، وتخفيف معاناتهم، وهو ما يعد خطوة في طريق السلام.